يلعب وصف الأماكن دورًا كبيرًا في قصة الشبح العزيز إريك… وهي أماكن حقيقية! لنستكشفها معًا!
في القصة، التي ناقشناها معًا في مقال شبح الأوبرا هنا، يختار إريك / شبح الأوبرا الشرفة رقم 5 المطلة على المسرح الرئيسي كشرفة خاصة له، ويمنع مديري الأوبرا من بيع تذاكر هذه الشرفة تحت أي ظرف كان وإلا! كان جميع العاملين في الأوبرا يعرفون أنها شرفة الشبح، لكن المديرين الجديدين لم يصدقا الأمر وظنا الأمر مجرد مزحة زادت عن حدها، أو مجرد حجة بلهاء تحجج بها المديران السابقان لاستخدام الشرفة لأغراضهما الخاصة، مضيعين أرباح حجزها للجمهور لفترات طويلة. لكنهما حين يجرؤان على بيع التذاكر لآخرين، ثم تجربة مشاهدة العرض منها بأنفسهما، ينتقم الشبح فورًا معلنًا حضوره ومستردًا شرفته.
ولا تزال الأوبرا الباريسية في قصر «باليه غارنييه» تمتنع عن حجز الشرفة رقم 5 إكرامًا لإريك، وقد كتبت على بابها أنها مخصصة لشبح الأوبرا. ورغم أنني لا أهتم مطلقًا برؤية برج إيفل والشوارع الباريسية، لكنني أتحرق شوقًا لليوم الذي أستطيع فيه أن أزور الشرفة رقم 5 المخصصة لشبحي المفضل، وهي على رأس قائمة الأماكن التي أتمنى زيارتها، وسوف أفعل -إن شاء الله- وأنا أستمع لنسختي الصوتية المفضلة من شبح الأوبرا!
البركة القابعة تحت الأوبرا، والعالم المختفي في قبوها
تعتمد الحبكة بشكل كبير على مبنى الأوبرا ذاته، خاصة الطوابق السفلى التي تمثل القبو. ولطالما حيرني الأمر، إذ تصف القصة كيف يختطف إريك كريستين فيذهب بها إلى الطوابق السفلية حيث الـ”بحيرة”، ويركب القارب كي يصل إلى حجراته المخفية بشكل ما بين الجدران فلا ينتبه إليها أحد، ويؤسس فيها عالمًا من الألاعيب البصرية والصوتية باستخدام المرايا ومختلف المواد.
كان تصور كل ذلك صعبًا، لكنه ليس محض خيالٍ في الواقع! فعند إنشاء دار الأوبرا في باريس (قصر باليه غارنييه)، فاضت المياه الجوفية وفشلت كل المحاولات في تجفيفها أو سحبها، فلجأ المعماريّ المسؤول (المسيو غارنييه ذاته) إلى بناء الأساس السفلي بشكل مزدوج معين كي لا تؤثر الـ”بحيرة” الدائمة على أساسات المبنى، ولتشكل مخزنًا للماء للاستخدام في حالات الحريق. ولا تزال البحيرة موجودة إلى اليوم كما توضحها الصور هنا، ونستطيع أخذ جولة افتراضية في المكان باستخدام خدمة جوجل إيرث عبر هذا الرابط. ويقال إن هذه البحيرة هي المكان الذي يتدرب فيه رجال الإطفاء في باريس على السباحة في الظلام.
تدوينة جميلة! مشتاقة لاقرأ الرواية واطبقها في مخيلتي مع الصور الموجوده في الاعلي. متشوقة للتدوينه القادمة ؛)