وثيقة التأسيس: حكاية نادي الكتب الحائر

مرحبًا بك في مدونتي!

لطالما أحببتُ فكرة الانضمام إلى نادي كتب، لكنني لم أجد ضالتي في نوادي الكتب القليلة التي وجدتها متاحة أمامي، فحاولت أن أنشئ أنا نوادي كتبٍ مصغرة مع المقربين لي، لكن محاولاتي كلها -ما عدا واحدة- باءت بالفشل المتين.

كانت التفاصيل تختلف في كل مرة، لكنني كنتُ أتخير كتابًا من ضمن قائمة طويلة أعددتها من الكتب المثيرة -من وجهة نظري- المتاحة مجانًا على المجال العام Public Domain ككتبٍ مقروءة وصوتية، وهو ما كان يسهل كثيرًا الحصول على الكتب والالتزام بقراءتها أو الاستماع إليها أثناء ركوب المواصلات أو أداء الأعمال المنزلية، وكنت أحمل قائمة نادي كتبي الحائر لأعرضها على المقربات إليّ، وأقبل بأي كتبٍ تقترحنها عليّ، كنا نتحمس في البداية، لكنني لم أجد أي شخص يلتزم بما بعد الكتاب الأول (وفي أغلب الأحيان: ولا حتى الكتاب الأول) بسبب المشاغل العديدة، ما عدا واحدة من صديقات الطفولة الأقرب إليّ، وسوف نطلق عليها مبدئيًا لقب الـ«ليدي». كان نادينا -الليدي وأنا- مثاليًا، فكنا كثيرًا ما ننتهي من الكتاب ونقرأ بقية أعمال الكاتب كلها قبل انقضاء الشهر، أو نكافئ نفسنا بكتابٍ جديد إذا أنهينا الكتاب قبل موعده بفترة طويلة، إلخ. وكانت مناقشاتنا بعد كل كتاب ألذ وأشهى من الكتاب نفسه، وكانت أحيانا ما تؤدي لمراجعات نفس ونظرات جديدة إلى الأمور تشعل مناقشاتنا لأسابيع وأشهر مستمرة.

لكن، كأي شيء مثاليّ، توقف نادي الكتب بعد انشغال صديقتي المفاجئ في عدد مهول مركب متشابك من الأحداث والمسؤوليات، ورغم محاولاتنا لإعادة إحياءه أكثر من مرة، باءت محاولاتنا بالفشل. أثر فيّ توقف نادي الكتب الوحيد الذي نجحتُ في إنشائه أكثر مما كنت أتخيل، إلى أن اهتديتُ أخيرًا إلى فكرة أن أحمل نادي كتبي الحائر إلى الشبكة، حيث يمكنني التدوين كيفما شئت، ورغم أنه لن يكون نادي كتبٍ بالمعنى المفهوم، لكنه -على الأقل- سيمنحني لذة مناقشة كتبي المفضلة وقتما شئت.

وبما أن هذا هو هدفي من كتابة المقالات، فلن تجد هنا تقارير موضوعية أو نقدًا أدبيًا دقيقًا ولا مناقشات أكاديمية عن الكتب، بل ستجد مقالات تحمل ملخصًا عن الكتاب مع رأيي الشخصي وتجربتي أنا مع الكتاب، وربما الاختلافات التي رصدتها في نفسي وفكري حين أعدت قراءة كتابٍ ما بعد سنين لأفاجأ بالاختلاف الشديد في الانطباع الذي تركه في نفسي، إلخ.

لكن الدردشة مع صديقة الطفولة عبر تطبيق الهاتف أمر يختلف تمامًا عن كتابة مقال في مدونة، وإني لأجد في نفسي رهبة من التدوين، ولذلك، سوف أختار ثلاثة كتب من قائمة نادي كتبي الحائر السابقة المألوفة بالنسبة إلي كنوع من التدريب على التدوين وكسر حاجز الرهبة من الكتابة، ثم أبدأ بعد ذلك التنويع أكثر في مختاراتي.

شكرًا لك! أرجو أن تستمتع بمرورك في مدونتي!